ولطالما كان معروفاً أنّ كولومبوس دُفن في فيادوليد بعدما توفي فيها عام 1506، لكنّ موقع المقبرة لم يكن محدداً حتى اليوم.
وبعد ثلاث سنوات على وفاته، نُقل الرفات إلى ضريح عائلته في مدينة إشبيلية جنوب البلاد، ونُقلت مرات عدة طيلة القرون التي تلت قبل أن تعود إلى إشبيلية عام 1898.
وبعدما استخدموا عينات من الحمض النووي مأخوذة من العظم الموجود في مقبرة إشبيلية، توصّل فريق من الأطباء الشرعيين عام 2005 جراء دراسة أدارتها جامعة غرناطة إلى أنّ البقايا المحفوظة في المقبرة تعود إلى كولومبوس.
وقال متحف البحرية الإسبانية الذي ساعد في تنسيق الدراسة في بيان إنّ الباحثين تمكنوا حالياً من تأكيد أنّ كولومبوس دُفن أوّلاً في دير القديس فرنسيس في فيادوليد والذي لم يعد موجوداً.
ويمثل الموقع حالياً منطقة تجارية تقع قرب ساحة بلازا مايور المخصصة للمشاة والمحاطة بمبانٍ مطلية بالأحمر وفيها قناطر.
وأضاف البيان أنّ هذا الاستنتاج يأتي بعد “تحقيق تاريخي مفصّل أكدته رادارات قياس الأرض”.
وأوضح أنّ الباحثين أخذوا عيّنات من عناصر مدفونة في إشبيلية كالرصاص والطوب والخيوط الذهبية ووجدوا أنّها تتطابق مع موقع المدفن الذي حُفر في فيادوليد.
ومنذ ذلك الوقت، أعاد المؤرخون وعلماء الآثار إنشاء مجسم ثلاثي الأبعاد للدير الواقع في فيادوليد حيث توجد بقايا كولومبوس.
ونُقل الرفات عام 1544 من إشبيلية إلى سانتو دومينغو، وهي عاصمة جمهورية الدومينيكان، نزولاً عند طلبات تركها بعد مماته.
وعام 1795، نُقلت عظامه إلى هافانا قبل نقلها مرة أخرى عبر المحيط الأطلسي وإعادتها إلى إشبيلية عام 1898.
وتزعم جمهورية الدومينيكان أن كولومبوس دفن في منارة مزخرفة تقع في سانتو دومينغو.
وذكرت الفرق العلمية المسؤولة عن الدراسة التي جرت عام 2005 أنّ رغم اقتناعهم بأنّ العظام الموجودة في مقبرة إشبيلية تعود إلى كولومبوس، فإن المقبرة الواقعة في سانتو دومينغو قد تحتوي كذلك قسماً من رفاته.
ويعتبر كثيرون أنّ كولومبوس الذي تشيد الكتب المدرسية بإنجازاته وتشير إليه بمكتشف “العالم الجديد”، أنّه مسؤول عن إبادات جماعية نُفذت طيلة سنوات في حق مجموعات السكان الأصليين في القارة الأمريكية.